الباب الثالث: الأسقفية الأنكليكانيةherusalemcover.JPG (30056 bytes)


الفصل الرابع
الأسقفية الأنكليكانية في نهاية القرن التاسع عشر، وإلغاء الاتفاقية البريطانية - البروسية



مـقـدمــة
جمع الأسقف غوبات حول شخصيته القوية عناصر الأسقفية الأنكليكانية المتعددة· فصهر في بوتقة واحدة بروتستنت فلسطين المنتمين إلى كنائس وجمعيات وشعوب مختلفة· وفي الثمانينات من القرن التاسع عشر، لم تعد مصالح ألمانيا تحتّم عليها الإبقاء على الاتفاقية البريطانية - البروسية لسنة 1841 التي جعلت الكنيسة الألمانية في وضع دون المستوى تجاه الكنيسة الأنكليكانية، فانسحب الألمان من اتفاق الأسقفية سنة 1886· تولّى أمر الكنيسة الأنكليكانية في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين أسقفان بريطانيان لم يتمكّنا حتى من دمج الجمعيات البريطانية واحتوائها وتسييرها ضمن برنامج واحد كسلفهما غوبات، فغدت هذه الجمعيات وخاصة جمعية المرسلين الكنسية، أقوى وأكثر فاعلية من الأسقفية نفسها·

 

horizontal rule


1 - الأسقف جوزيف باركلي (1880 - 1881) :
بوفاة الأسقف غوبات سنة 1879 صار لبريطانيا أن تعيّن أسقفاًَ للقدس، حسب الاتفاق البريطاني البروسي لسنة 1841 الذي ينصّ على تسمية أساقفة القدس بالتناوب بين بريطانيا وألمانيا· وبعد مشاورات دامت عدة أسابيع في بريطانيا، تمّ اختيار جوزيف باركلي عميد كلية ستيبلفورد (Stepleford) في هيرتفورد، وهو مُرسَل سابق في جمعية لندن اليهودية، وعمل في مراكز الجمعية في إسطنبول والقدس· كُرّسَ باركلي أسقفاً في 25/7/1879، ووصل إلى القدس في 3/2/1880· فوجد الأسقف الجديد في القدس الجمعيتين الرئيستين، جمعية لندن اليهودية وجمعية المرسلين الكنسية، تميلان إلى العمل دون إشراف الأسقف المباشر وترغبان في حد معين من الاستقلال في إدارتيهما· كما لاحظ الأسقف أنّ الأسقفية قد قُسّمت فعلاً إلى طوائف على أساس لغوي وقومي وعقائدي، فهناك الطائفة الإنكليزية وبعض المهتدين اليهود برعاية جمعية لندن اليهودية ومركزها >كنيسة المسيح<· أمّا الطائفة العربية فقد تجمّعت بإدارة جمعية المرسلين الكنسية وتقيم شعائرها الدينية في كنيسة القديس بولس التي افتُتحت سنة 1874· أما الطائفة الألمانية فلم تندمج بالطائفة الإنكليزية وصار لها نوع من الكيان المستقل، وتقيم الصلاة في نزل فرسان مار يوحنا ــ المارستان ــ·
فعند وصول باركلي إلى القدس كانت النزعات الانفصالية في جسم الأسقفية الواحدة قد تمّت وتنتظر فقط اللحظة المناسبة لتصير واقعاً قائماً ومعلناًَ، وخصوصاً بين القسس والمؤمنين الألمان الذين لم يلتزموا ببنود الاتفاق الإنكليزي - البروسي بما يخص الرسامات والليتورجيا
(1)· لم تسمح الظروف لباركلي أن يفعل الكثير في أسقفية القدس أن يعمل على توحيد عناصرها ودمجها ضمن خطة عمل واحدة بقيادته، إذْ وافته المنية في 22/10/1881· "هذه مصاعب كثيرة كان على الأسقف مواجهتها وأخرى غيرها من جهة الإرساليات الإنكليزية التي كانت تعمل مستقلة عن الكرسي الأسقفي، إلا أن الحياة لم تطل لهذا الأسقف إذْ توفاه الله بعد مرور سنة ونصف على تكريسه"(2)·
وقد أدّت >هذه المصاعب الكثيرة< إلى تعثّر الاتفاق البريطاني - البروسي، فظلت الأسقفية دون راع مدة ست سنوات، أسفرت أثناءها المفاوضات بين بريطانيا وألمانيا عن إلغاء الاتفاق، فاضطلعت بريطانيا وحدها بمسؤولية الأسقفية الأنكليكانية·

 

horizontal rule


2-إلغاء الاتفاقية البريطانية - البروسية لسنة 1841:
تلكأت ألمانيا عن تعيين خليفة باركلي المتوفى، وحتى سنة 1883 لم ترشح أحداً لمنصب أسقف القدس، وأخذت تلمّح برغبتها في فضّ الاتفاق بينها وبين بريطانيا· خاصة أن ألمانيا أخذت تشعر بنفوذها وقوتها في الشرق بعد توحيدها سنة 1871· ففتح موت باركلي الباب على مصراعيه لنزاع دبلوماسي بين ألمانيا وبريطانيا حول أسقفية القدس· وبعد مفاوضات طويلة الأمد، رأت حكومة ألمانيا ضرورة تعديل اتفاق 1841 الذي تجاوزته الأحداث، وخاصة بعد الأهمية التي اكتسبتها ألمانيا في أوروبا منذ عام 1871· وكان الاعتراض الألماني يدور حول نقطتين: حق النقض الذي يتمتع به رئيس أساقفة كنتربري على المرشحين الذين تنتخبهم ألمانيا لمنصب الأسقفية، ورفض الألمان الرسامات الأنكليكانية كشرط لخدمتهم في أسقفية القدس· أما في بريطانيا، فقد تعالت أصوات تدعو إلى إلغاء الأسقفية كلياً لأنّها تربط الكنيسة البريطانية الأسقفية بكنيسة ألمانيا غير الأسقفية، ولأن أسقفية القدس من ناحية أخرى أساءت إلى العلائق الأنكليكانية الأرثوذكسية، لقيام أُولي الأمر في الأسقفية بالعمل بين أتباع الكنيسة الأرثوذكسية وحضّهم على الانضمام إلى الأنكليكانية وهجر كنيستهم الأم، مما أثار حفيظة السلطات الأرثوذكسية وأساء إليها· ودعا آخرون في بريطانيا إلى الإبقاء على الأسقفية حتى لو انسحبت ألمانيا، لأن الأسقفية ضرورية للتنسيق بين الجمعيات المختلفة التي تعمل في الشرق· كما أصرّت الحكومة البريطانية على الحفاظ على كيان الأسقفية وقد بذلت كل جهدها لإخراجها إلى حيّز الوجود، وترى في إلغائها نكسة للنفوذ البريطاني في الشرق· فغدت شبه أكيدة رغبة ألمانيا في الانسحاب من الاتفاقية بحلول سنة 1886·
في هذه الأثناء، تكونت فكرة جديدة لدى رئيس أساقفة كنتربري بنسون (Benson) عن دور الأسقفية في فلسطين وغايتها· فبعث بمندوب عنه يُدعى ادموند ليشمير (Edmund Lechmere) إلى القدس ليستطلع رأي البطريرك الأرثوذكسي نيقوذيموس حول مستقبل الأسقفية، وأكّد المندوب للبطريرك أنّ الأسقفية ستقوم على أسس ومبادئ جديدة· وأيّد البطريرك الإبقاء على الأسقفية وكان صديقاً للكنيسة الأنكليكانية· أمّا الدافع الذي حدا بالبطريرك على تشجيع رئيس أساقفة كنتربري بنسون للإبقاء على الأسقفية وعدم إلغائها فهو: أنّ الكنيسة الأنكليكانية حليف قوي له تجاه نفوذ الكنيسة اللاتينية المطرد، ومقابل ذلك توقع البطريرك إرسال أسقف أرثوذكسي إلى لندن، ووجود الأسقفية الأنكليكانية في القدس سيعود على البطريركية الأرثوذكسية بمكاسب سياسية غير محددة بعد.(3)
وأدّت اتصالات رئيس أساقفة كنتربري بالبطريركية الأرثوذكسية وفعاليات الأسقفية الأنكليكانية من جمعيات وشخصيات إلى تكوين فكرة لديه عن مستقبل الأسقفية في حالة انسحاب ألمانيا، وإرساء أسس جديدة للعمل الأنكليكاني في الشرق· وقد أيّد القيصر الألماني فلهلم الأول الانسحاب من الأسقفية، وأُعلِنَ ذلك في 9/11/1886، وبُلّغَ القرار الألماني رسمياً إلى بريطانيا في 4/12/1886· ويمكن حصر أسباب الانسحاب والقطيعة التي وقعت بين بريطانيا وألمانيا بما يلي: (4)

1 - وضع الرهبان (القسس) الألمان التابعين لمطرانية القدس الأنكليكانية والذي لا يتفق ومصالح ألمانيا· فقد رفضت مطرانية القدس أن تمنح الكنيسة اللوثرية الألمانية الحقوق نفسها التي كانت تتمتع بها الكنيسة الأنكليكانية في فلسطين·
2 - التزام من تختاره بروسيا مطراناً للقدس بالتوقيع على بنود تعاليم المهنة التسعة والثلاثين الواردة في العقيدة الأنكليكانية·
3 - حق النقض الذي يتمتع به رئيس أساقفة كنتربري لمن ترشّحه بروسيا لمنصب المطرانية·
4 - فشل الغاية من إنشاء المطرانية المقدسية وهي توحيد الكنائس البروتستنتية كما كان يأمل ملك بروسيا، وبقيت الكنائس البروتستنتية في عزلتها القومية·
5 - عجز المطران البروتستنتي في القدس عن حماية مصالح الطائفة الألمانية البروتستنتية، وكان القنصل البروسي حتى عام 1871 والألماني فيما بعد هو الذي تولاها·
6 - كان محرّماً على المطران زيارة الكنيسة الألمانية وإقامة أي احتفال ديني فيها، وذلك وفقاً لأوامر وتعليمات الكنيسة الأنكليكانية·
7 - زيادة عدد الألمان في فلسطين على عدد الإنكليز وازدياد عدد مؤسّساتهم الدينية والخيرية<·
أضرّ الانسحاب الألماني بالأسقفية المقدسية، ففقدت تبعاً لذلك كلّ المؤسسات والجمعيات الألمانية التابعة لها في فلسطين، التي صارت في نهاية عصر غوبات وخليفته باركلي تابعة للأسقفية بشكل اسمي· كما فقدت الأسقفية الدعم المالي الذي كانت تقدّمه ألمانيا سنوياً وهو 600 جنيه استرليني، فتطوعت جمعيتا لندن اليهودية والمرسلين الكنسية بأن تدفع كل منهما 300 جنيه، وهذا المبلغ أصلاً هو جزء من راتب الأسقف السنوي · واشترطت الجمعيتان تقديم المبلغ على أن تبديا رأيهما في اختيار الأسقف، فرفض رئيس أساقفة كنتربري شرطيهما وتمّ تقديم المبلغ دون شرط مسبق (5) .
تابع رئيس أساقفة كنتربري اتصالاته بالبطريركية الأرثوذكسية وتحقيقاته حول سياسة غوبات التبشيرية في أوساط المسيحيين الأرثوذكس في فلسطين· واستنكر رئيس الأساقفة الاتجاه الذي سارت فيه الأسقفية في الماضي· وأكّد لبطريرك الروم الأرثوذكس أنّ صلاحيات الأسقف الأنكليكاني لن تكون كتلك الصلاحيات التي يتمتع بها أسقف محلي، بقدر ما هي صلاحيات روحية، وسيُلقّب >بالأسقف الأنكليكاني في القدس< (Bishop in Jerusalem)، وليس >أسقف القدس الأنكليكاني< (Bishop of Jerusalem)، كما لُقِّب غوبات سلفه· ولذا سيكون الأسقف الأنكليكاني الجديد بمثابة سفير أو مفوّض عن رئيس أساقفة كنتربري (Legatus a Latere) لدى البطريرك الأرثوذكسي في القدس· وتمّ تعيين جورج بلايث (George Blyth) ليرأس الكنيسة الأنكليكانية، وقد أعيد تأسيسها على أساس أنكليكاني صرف دون مشاركة ألمانيا· عهد إلى الأسقف الجديد، الذي كُرّسَ في 25 آذار 1887، بأن ينفّذ سياسة كنتربري في الشرق، التي وضع خطوطها العريضة رئيس الأساقفة بنسون·

 

horizontal rule


3- الأسقف جورج بلايث 1887 - 1914:
في أيار 1887، وصل الأسقف بلايث إلى القدس واستقبله بطاركة القدس استقبالاً رسمياً، ولا سيما بطريرك الأرثوذكس الذي توقّع في مقدمه خيراً وتعديلاً لموقف الأسقفية الأنكليكانية تجاه الكنيسة الأرثوذكسية· ودليلاً على نظرته الجديدة للأسقفية، فقد هجر بلايث القصر الأسقفي الواقع قرب >كنيسة المسيح< وسكن في بيت عادي· أما الجمعيات الإنكليزية العاملة في فلسطين فلم تكن لتستسلم بسهولة لقيادة الأسقف بلايث وهو الغريب عنها، إذْ لم يكن عضواً في إحداها أسوة بالأساقفة الذين جاءوا قبله إلى القدس·
ازدهرت المؤسّسات الإنكليزية في فلسطين وقويت شوكتها بعد احتلال بريطانيا لمصر سنة 1882، وبلغ عدد مدارس جمعية المرسلين الكنسية خمساً وثلاثين مدرسة وعدد طلابها 1635 طالباً (6) .
كما طوّرت الجمعية طريقتين للعمل بين المسيحيين المحليين: الأولى هي الخدمات الطبية، فافتتحت الجمعية مستشفى في السلط سنة 1883 تحت إشراف طبيب عربي يدعى إبراهيم زعرب، ومستشفى في يافا سنة 1884، ومستشفى في غزة وآخر في نابلس سنة 1891· والطريقة الثانية هي النساء المبشرات، وبلغ عددهن نحو اثنتي عشرة سيدة تدرّبن على شرح الكتاب المقدس وتقديم الخدمات الطبية والاجتماعية· فأخذن يزرن سيدات المجتمع، وكانت تُطرح في الزيارة قضايا دينية تشرحها السيدات انطلاقاً من نصوص الكتاب المقدس، وقد وُجِدَت النساء المبشرات وأغلبهن بريطانيات في معظم مدن فلسطين وبعض مدن الأردن. (7).
ولكن أعظم إنجاز لجمعية المرسلين الكنسية هو بلا شك المدارس، فبلغ عددها سنة 1895 - 1896 ـ 47 ـ مدرسة ويعمل فيها 84 معلماً ويدرس فيها 2307 بين طالب وطالبة، من ضمنهم 32 طالباً يستعدون لنيل الرسامات في القدس. (8)·
لم تتخل جمعية المرسلين الكنسية عن سياستها التبشيرية من خلال مدارسها ومستشفياتها ومبشراتها لتنوير المسيحيين الشرقيين· ولئن رضيت كنتربري ضمناً بهذه السياسة، فإنها حالياً ترفضها سراً وعلناً من خلال تعليماتها للأسقف بلايث، الذي لم يجد أذناً صاغيةً لنصائحه في جمعية المرسلين الكنسية، التي رفضت أن يترأس الأسقف اجتماعاتها بحجة أنه ليس عضواً فيها أسوة بأسلافه· واكتفت الجمعية باطلاعه على محاضر الاجتماعات· فموقف جمعية المرسلين الكنسية هذا كان سبب بداية القطيعة بينها وبين الأسقف، وتتلخص الأسباب فيما يلي:
أ) رفضت جمعية المرسلين الكنسية أن يترأس الأسقف اجتماعاتها، ووُصِفَ حضوره الاجتماعات بأنه ليس ضرورياً أو مناسباً· وأيّدت رئاسة الجمعية في لندن موقف رئيسها المحلي في القدس، ونصحت باطلاعه على محاضر الاجتماعات أو أن يحضرها أحياناً من باب المجاملة· فرفض بلايث قرار الجمعية واحتجّ على أنه من حقه وصلاحياته حضور الاجتماعات، وهو بنظر السلطات العثمانية ممثّل الكنيسة الأنكليكانية بكافة قطاعاتها· هذا من ناحية، أمّا من ناحية أخرى فقد خشيت الجمعية من أنْ ينفّذ الأسقف سياسة كنتربري تجاه الشرقيين ويمنعها من تبشيرهم ودعوتهم إلى الأنكليكانية، فتصلّبت في رفضها· فدارت آنـذاك حــرب مـنشــورات وكـتابــات وصلت صفحات الجرائد البريطانية بين الأسقف والجمعية وحــاول كـل منـهما تبـريـر مـوقـفه· فأخـذت الجمعية تدير مدارسها ومراكزها الإرسالية دون الالتفات إلى تعليمات بلايث وتوجيهاته·
ب) لم يرض الأسقف عن المعاملة التي عوُمِلَ بها القسس الوطنيون وبلغ عددهم آنذاك في التسعينات حوالي 12 قسيساً (9).
إذ سيطر القسس الأجانب على فعاليات الكنيسة كافة، ودفعوا رواتب القسس العرب ولم يعاملوهم انطلاقاً من مبدأ المساواة والأخوة بين أعضاء الكنيسة الواحدة· فلم يُوفّق المرسلون الأجانب إلى إصدار قانون للعَمَد الراعوية: "ففي 9 آب 1883 ارسلت الجمعية من لندن مشروع قانون للعَمَد الراعوية والمجمع المقترح إنشاؤه· فلم يوافق الوطنيون على هذا المشروع، لأنّه أعطى كل الصلاحيات للمرسلين· وفي سنة 1886 عقدت الجمعية مجمعاً بموجب نظام يقضي بأن يكون رئيس المجمع وعمدته العاملة أحد المرسلين، وخوّل الرئيس أن يرفض أي قرار يتخذه المجمع ولو وافق عليه جميع الأعضاء، فاحتجّ الوطنيون على هذا النظام إلى العـمدة الأم فـي لندن، وكان جوابها سنة 1891 إلغاء المجمع"(10)·
كما ثارت الحساسيات والمشــاكـل بـين القسـس الأجـانـب والـوطـنيين، فـاصطـدم القـس شــارل ويلــسون (Charles Wilson) بالقس نصير عودة، والقس ثيودور ولترز (Theodor Wolters) بالقس سرافيم بوتاجي، فأوقف القسيسان الأجنبيان القسيسين العربيين عن الخدمة والوعظ· فاستجارا ببلايث، فحَدِئَ عليهما ودعا إلى إنصافهما وشجب تصرف مرسلي الجمعية، آمراً بتسوية الخلافات في حضن الكنيسة الواحدة وعودة القسيسين العربيين للعمل في خدمة الأسقفية·
جـ) يمنح الشرقيون سرّي العماد والميرون معاً للأطفال، بينما يفصل الأنكليكان وكذلك اللاتين بين هذين السرين؛ فيُمْنَح الطفل سر المعمودية، وعند بلوغه يُمْنَحَ سر الميرون· ولا يجوز لاهوتياً منح هذين السرين إلا مرة واحدة· واعتاد قسس جمعية المرسلين الكنسية منح سر التثبيت أي الميرون للأرثوذكس المنضمّين إلى الكنيسة الأنكليكانية· فاحتجّ الأسقف على ذلك، نظراً لخطأ منح الميرون ثانية من الناحية اللاهوتية، ولأن منحه بهذه الصورة يُعد تشكيكاً بصحة الأسرار المعطاة في الكنيسة الأرثوذكسية، التي تحرص الكنيسة الأنكليكانية على قيام علائق طيبة معها· فرفضت الجمعية الامتثال لأوامر الأسقف، وبررت موقفها بأن مَنْحَ سرّ الميرون ثانية دليل محسوس على انضمام المهتدين إلى أسقفيتهم، وتعبيراً عن قبولهم عن وعي ونضج تامين تعاليم الكنيسة الأنكليكانية·
إن مجمل هذه الأسباب وغيرها أدّت إلى قطيعة شبه كاملة بين الأسقف والجمعية، مما حدا بالأسقف على نشر بيان من 79 صفحة سنة 1890، ينتقد فيه الجمعية ويطلب إنصافه من رئيس أساقفة كنتربري (11) .
ويستعرض في بيانه سياسة الجمعية التبشيرية وموقفها من القسس المحليين· فَرُفِعَتْ قضية الأسقف والجمعية إلى الحكومة البريطانية، وناقشها مجلسا النواب والأعيان في شباط سنة 1891 (12) .
وعُرِضَت القضية على رئيس أساقفة كنتربري للتحكيم في حزيران 1891، وقد مثّل الجمعية أربعة من أعضائها، أحدهم رئيسها وآخر محام· وجاء الأسقف ومعه صديقان تبنّيا وجهة نظره· وقّدم ممثلو الجمعية رداً في 95 صفحة على تهم بلايث· وصدرت في 17/8/1891 توصيات لجنة التحكيم المكوّنة من رئيس أساقفة كنتربري وخمسة أساقفة، وحاولت اللجنة في ردّها رأب الصدع بين الأسقف والجمعية والدعوة إلى التفاهم والتقريب بين وجهات نظر الطرفين· وفي نهاية المطاف رأت الجمعية أن قرار اللجنة كان بصالحها، وعَدّته انتصاراً على الأسقف، ولم تنجح في التوفيق بين الطرفين، وتابع كل منهما العمل حسب منهجه وبرنامجه، مما دفع الأسقف إلى نشر بيانين آخرين سنة 1893 وسنة 1894 (13).
وفي نهاية المطاف وجد بلايث نفسه يعمل وحيداً دون مساندة الجمعيتين الرئيستين في الأبرشية· فقد عرض الأسقف على جمعية لندن اليهودية تحويل >كنيسة المسيح< التابعة لها إلى كنيسة أسقفية يقيم فيها عريف للقسس من جمعية لندن اليهودية ومجلس قانونيين· فرفضت الجمعية اقتراحه، على أنه يجب احترام نية المتبرعين والمحسنين لهذه الكنيسة، الذين قصدوا من بنائها أن تكون كنيسة لليهود المهتدين إلى المسيحية· فشرع الأسقف في بناء كنيسة القديس جورج الشهيد خارج الأسوار شمال القدس، وحرص بلايث على أن تدعى هذه الكنيسة كنيسة الأسقف وليس كاتدرائية الأسقف، لأنه حسب نظرته الصائبة كنيســة القـيـامـة هـي كـاتـدرائـية الـبطريـركـية الأورشـليمية، وأسقفها بطريرك القدس الأرثوذكسي· ودشّن أسقف سالزبوري (Salisbury) الكنيسة نيابة عن رئيس أساقفة كنتربري سنة 1898· ويضم البناء كنيسة القديس جورج الشهيد وبيت الأسقف ومكتبة ومعهداً لتنشئة القسس ومعلمي الديانة المسيحية، وميتماً للفتيات اليهوديات ومدرسة خارجية· فكوّن الأسقف تدريجاً فريقاً يعمل معه في الأسقفية، وقد خذلته جمعيتا المرسلين ولندن اليهودية، فأسّس صندوقاً مالياً جديداً لدعم الأبرشية سنة 1896، هو صندوق >أسقفية القدس الإرسالي<، وقد أُلغِيَ الصندوق الذي أسسه غوبات سنة 1852 لدعم الإرسالية على أثر وفاة مؤسسه وأزمة إلغاء الاتفاقية البريطانية البروسية· كما استدعى مرسلين للعمل بين اليهود من >جمعية اليهود الراعوية<
(Parochial Jew's Society)، فافتتح بمساعدة هذه الجمعية في حيفا مركزاً إرسالياً لليهود ومستوصفاً وكنيسة القديس لوقا· وفي نهاية القرن الماضي عمل تحت إمرة بلايث قسيسان وعلمانيان وأربع نسوة مبشرات وأربعة معلمين· وحرص بلايث على أن يُنفّذ في مدرسته التابعة لكنيسة القديس جورج الشهيد خطةً تربويةً خاصةً به تناقض أسلوب جمعية المرسلين الكنسية، فمدرسته غير تبشيرية، ولا تقوم على تخصيص المدارس حسب الدين· فلا يتعلم كل من المسلمين والمسيحيين واليهود في مدارس أو صفوف منفصلة، بل في مدرسة واحدة· وعامل الوحدة بين هذه الجماعات ليس الدين، بل اللغة والثقافة الإنكليزية· (14)·
وفي عام 1905، صدر قانون العمدة الراعوية والمجمع، ووضع المجمع بذلك أساس الوحدة الإنجيلية الوطنية"، هذه الوحدة التي يرجوها الجميع ويتطلع إليها ويعمل لها بكل قواه"
وكان الوطنيون قد أسّسوا سنة 1899 جمعية للأوقاف، نسّقت مع المجمع لشراء أوقاف للكنيسة· تابع المطران بلايث رعاية أبرشيته وتحسين أوضاعها إلى أن استقال سنة 1914، على أثر إعلان الحرب العالمية الأولى، وانْتُخِبَ خليفةً له الأسقف رني ماكنس(Rennie Macinnes) (1914 - 1931)، ولكنه لم يتمكن من تقلد مهامه في القدس حتى سنة 1918·

 

horizontal rule


4 - الكنيسة اللوثرية، الوطنية الإنجيلية الألمانية:
نشأت الطائفة الإنجيلية اللوثرية الألمانية في فلسطين جنباً إلى جنب مع الطائفة الإنكليزية في ظل الأسقفية الأنكليكانية سنة 1842· وقد حاول القائمون على الطائفتين في بريطانيا وألمانيا وفلسطين جمعهما في أسقفية واحدة فلم تثمر جهودهم، فقد نمت المؤسّسات الألمانية واحتفظت بنوع من الاستقلال في عصر الأسقف غوبات· وبعد إلغاء اتفاقية الأسقفية تحررت كلياً من التبعية للأسقف الأنكليكاني· وأبرز هذه المؤسّسات، وقد ذكرت بالتفصيل آنفاً ما يلي:
- جمعية الشمّاسات في كيزفيرث على الراين - الشمّاسات الألمانيات·
- نزل فرسان مار يوحنا ــ المارستان ــ
- شنلّر ــ دار الأيتام السورية ــ
- جمعية بيت المقدس·
- مأوى المجذومين·
- إخوة كريشونا·
- مستشفى الأطفال·
تجمّع الإنجيليون الألمان في ثلاث مدن هي القدس وحيفا ويافا· وأول قسسهم فالنتينر (Valentiner) الذي كُرّسَ للخدمة حسب طقوس الكنيسة الإنجيلية، وكان يقيم الصلاة للطائفة الألمانية في >كنيسة المسيح< بعد ظهر الأحد حسب طقوس الكنيسة الأنكليكانية· وتولى أمور الطائفة سنة 1866 القس هوفمان (Hoffman)، فنمت في عهده الجماعة الألمانية وتجاوزت في عددها الجماعة الإنكليزية· فأبطل هوفمان الصلاة في >كنيسة المسيح<، وصار يقيمها في خرائب نزل القديس يوحنا - المارستان - التي منحتها الحكومة العثمانية هدية لولي عهد بروسيا الذي زار فلسطين سنة 1869، فأُقِيمَت هناك كنيسة مؤقتة· فتعمقت بذلك النزعات الانفصالية بين أتباع الأسقفية، وتسلّم الطائفة لمدة قصيرة القس فيزر(Weser) ثم رانيكه سنة 1876، "الذي كان أكثر جرأة من سابقيه في تحدي الكنيسة الإنجيلية (الإنكليزية)، إذْ رأى أنْ ليس من الضروري ولا من الواجب الالتزام بنص المادة 39 من الاتفاقية التي أُبرمت بين ملك بروسيا وملكة بريطانيا عام 1841، المتضمن القيام بالصلوات وفقاً للتعاليم والطقوس الأنكليكانية، ولم يرَ راينكه ضرورة في صلاة بعد ظهر الأحد في >كنيسة المسيح< الإنكليزية، وبذلك تمّ الانفصال بين الجماعتين الألمانية والإنكليزية في الصلوات والأعمال التبشيرية" (15)·
وتمّ الانفصال رسمياً وقانونياً سنة 1886·
أما الطائفة الإنجيلية في حيفا ويافا فقد تكوّنت سنة 1879 من أعضاء جمعية الهيكل الألمانية(16)· ولم تكن هذه الجماعات الألمانية الصغيرة قادرة على الاستمرار لقلّة عددها وضعف إمكاناتها· ولذلك "اتجهت الجهود لإقامة كنيسة عربية في فلسطين تضمّ الجماعات الألمانية السابقة الذكر· وفي عام 1910 بلغ عدد البروتستنت الألمان في فلسطين نحو ألفي نسمة، منهم 1330 من جمعية الهيكل و410 من أتباع الكنيسة الوطنية الألمانية· وفي العام نفسه أُنْشِئَتْ على جبل الزيتون في القدس أبنية مؤسسة القيصرة فكتوريا، كلّفت نحو مئة ألف جنيه استرليني، وأصبحت مركزاً لكافة المؤسّسات الخيرية الألمانية في فلسطين"(17)·
أما كنيسة الألمان الكبرى في فلسطين، فهي كنيسة الفادي التي تقع بقرب كنيسة القيامة ودُشِّنت سنة 1898·

 

horizontal rule

خـاتمــة
إنّ الوجود البروتستنتي في الشرق قد امتدّ من الغرب المسيحي نتيجة تفاعلات أفرزتها البنية السياسية والدينية في كل من بريطانيا وألمانيا· فعلى الصعيد السياسي سعت ألمانيا وبريطانيا إلى إيجاد موطئ قدم لها في السلطنة العثمانية بعد تخليصها من عدوان محمد علي الذي تطاول على السلطنة واحتلّ بلاد الشام· فتمّ تعزيز النفوذ الألماني البريطاني من خلال صيغة كنسية للوجود البروتستنتي هي أسقفية القدس الأنكليكانية· أما الواقع الاقتصادي الذي دفع هاتين الدولتين وخاصة ألمانيا إلى إنشاء الأسقفية، فهو الرغبة في التخلص من الضغط الاقتصادي اليهودي وحل المسألة اليهودية بترحيل اليهود وتنصيرهم في فلسطين· وغذّت الأفكار الدينية السائدة آنذاك البُعدين السياسي والاقتصادي لإنشاء أُسقفية القدس، وخصوصاً الرغبة الجامحة لدى البروتستنت بتنصير اليهود وفي القدس بالذات، كعلامة من علامات الأزمنة على قرب عودة السيد المسيح الثانية، ورغبة الألمان بتحقيق نوع من الوحدة بين مختلف الكنائس البروتستنتية، على أن تكون نواتها وحدة مرحلية نموذجية تتم في القدس بين الكنيستين الأنكليكانية واللوثرية· أجل بهذه الخلفية الروحية الدينية ولدت الأسقفية الأنكليكانية برئاسة أسقف من أصل يهودي، ميشيل سلمون الكسندر· فضمّت الأسقفية الجمعيات التي عملت قبل إنشائها في فلسطين، وخصوصاً جمعية لندن اليهودية، التي هدفها هداية اليهود إلى المسيحية· وقاد الأسقف الثاني صموئيل غوبات الأسقفية بعيداً عن هدفها التأسيسي، وهو عضو في جمعية المرسلين الكنسية فجاء بها إلى فلسطين، فنشأت آنذاك الرعايا العربية الأنكليكانية·
وقد بلغ نفوذ ألمانيا أوجه في السبعينات من القرن التاسع عشر على يد بسمارك رائد وحدتها· فلم تعد بحاجة لأسقفية القدس، التي لا تتمتع بكنفها بالمساواة مع الكنيسة الأنكليكانية لمدّ نفوذها في السلطنة العثمانية، فانسحبت من اتفاقية الأسقفية، خاصة أنّ النفور اضحى أكيداً بين عنصري الأسقفية الأساسيين الألماني والبريطاني· فَوُلِدَ إذاً من الأسقفية الواحدة كنيستان الأنكليكانية الإنكليزية واللوثرية الألمانية· ولمــّا حــاول جورج بلايث الأسقف الأنكليكاني المعين بعد إلغاء الأسقفية المشتركة كبح جماح جمعية المرسلين الكنسية ومنعها من دعوة الأرثوذكس إلى الأنكليكانية، وقع بينهما خلاف حاد·
قاست الكنيسة الأنكليكانية الكثير من الصعوبات أثناء الحرب العالمية الأولى، وأُعيدَ تنظيمها بعد الحرب العالمية الثانية· فحتى عام 1957 كان للأسقفية الأنكليكانية أسقف واحد مقره القدس، وتمتدّ صلاحياته على الأردن وفلسطين وسورية ولبنان وإيران· وفي عام 1957 كان أسقف القدس يُلَقّب بـ >رئيس أساقفة<· وانتُخِبَ أول أسقف عربي مساعد هو نجيب قبعين، وكُرِّسَ في 6/1/1958· وفي شباط 1974، استقال رئيس الأساقفة ابلتون (Appleton) الذي تولى منصبه سنة 1969، وخلفه أسقف لندن سابقاً روبرت ستوبفورد (Robert Stopford)، فتنازل عن لقب >رئيس أساقفة< وتسمى بـ >نائب عام لرئيس أساقفة كنتربري< وعيّن أسقفين عربيين جديدين: فايق حداد أسقفاً مساعداً للقدس، وعقل عقل اسقفاً مساعداً للأردن وسوريا ولبنان ومقره عمان· وتمّ آخر تطور في الكنيسة الأنكليكانية بأن استقال الأسقف روبرت ستوبفورد في شباط 1976، وتنازل رئيس أساقفة كنتربري عن سلطاته المتروبوليتية التي يمارسها من خلال أسقف القدس [الذي لُقِّبَ في بداية تاريخ الأسقفية الأنكليكانية بالأسقف الأنكليكاني في القدس، ثم بأسقف القدس الأنكليكاني، ولمدة قصيرة بلقب رئيس أساقفة، ثم نائب رئيس أساقفة كنتربري] لمجمع كنسي مركزي يضم أساقفة الكنيسة الأنكليكانية الأربعة في فلسطين ومصر وإيران وقبرص· وفي 8/12/1976، عُقِدَ مجمع في عمان، ضمّ علمانيين وإكليريكيين، وتمّ انتخاب أسقف إيران رئيساً له· ويترأس المجمع أساقفة الأبرشيات المذكورة بالتناوب· وصارت تسمى الأسقفية الأنكليكانية آنذاك بالأسقفية الإنجيلية العربية، واستقلت نهائياً عن تبعية رئيس أساقفة كنتربري.
(18)·أما الكنيسة اللوثرية، فكادت تزول أثناء الحرب العالمية الثانية فأُعيدَ تنظيمها، واعتمدت مالياً لإنعاش مؤسساتها منذ عام 1946 على الاتحاد اللوثري العالمي ومقره جنيف· وشيّد اللوثريون مقرين جديدين لمدرستي طاليتا قومي في بيت جالا، وشنلّر في عمان· واعترفت الحكومة الأردنية بالكنيسة اللوثرية سنة 1959· ويُنتخب رئيسها الروحي لمدة ست سنوات، ويساعده سنودس ومجلس كنسي· وتَبعَ الكنيسة اللوثرية سنة 1959, 1500نسمة·
وفي نهاية القرن الماضي ومطلع القرن العشرين، دخلت البلاد بعضُ الجمعيات والشيع البروتستنتية تحت شعار العمل الإنجيلي في الشرق وباسم أسقفية القدس مثل: الفريندز (الأصدقاء) والاليانس المسيحي (الاتحاد المسيحي)· وتضاعف عدد هذه الشيع وخصوصاً الأمريكية منها أثناء الانتداب البريطاني وبعد نكبة 1948، بحجة تقديم المساعدات للاجئين· ومن هذه الشيع: الإخوة المتجددون وكنيسة الله، والادفنتست (السبتيون) والمعمدانيون وشهود يهوه وكنيسة الناصريين الإنجيلية الحرة وجماعة الله· ولا يوجد تنسيق بين هذه الشيع والجماعات، فتعرض على المؤمنين تعاليم دينية متناقضة وتؤدي إلى بلبلة في صفوف المؤمنين· ويعلق إيليا خوري مطران الأسقفية الإنجيلية العربية في عمان والتابع لأسقفية القدس بقوله: "كل هؤلاء لهم أعمال مختلفة، بعضها محصور في مدينة واحدة وبعضهم الآخر متنقل هنا وهناك· والبعض الآخر منتشر في أكثر من بلد واحد· للبعض كنائس ومدارس يومية ومدارس أحدية، وللبعض الآخر عيادات طبية أيضاً لمداواة المرضى مجاناً· ولكن الذي أريد قوله هو أن هذه الفئات المتعددة تلجأ في كثير من الأحيان إلى المتاجرة بالمذاهب والعقائد والمبادئ والمثل عن طريق الإغراءات المادية العديدة إلى درجة أفقدت المثل والقيم العالية قيمتها في حياة عديدين من أبناء الشعب" (19)·
وعندما تتعرض هذه الفئات لمساءلة الجهات الحكومية المعنية حول أنشطتها وغاياتها، تبرر وجودها بأنّها تنتمي إلى الأسقفية الإنجيلية العربية، التي بدورها ترفض الاعتراف بمعظمها· ولذا أخذت هذه الشيع تبحث عن اعتراف الحكومة بها ككنائس مستقلة، فكان لبعضها ذلك، إذْ اعترفت الحكومة الأردنية بالكنيسة الناصرية الإنجيلية سنة 1951، وبالمعمدانية سنة 1957، وبالإنجيلية الحرة سنة 1955، وبكنيسة جماعة الله سنة 1956، وبالسبتيين سنة 1961، وبكنيسة الاتحاد المسيحي سنة 1978· ولا يزيد أتباع هذه الكنائس عن بضع مئات وأحياناً بضع عشرات·

horizontal rule

الفهرست

غلاف الكتاب

horizontal rule